الرئيسية
من طرف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تداخل العلاقات الاجتماعية
وتشابكها بات من المستحيل التدقيق في كل التصرفات الجارحة
والمؤلمة التي تصدر من الناس عموما وجحود الأصدقاء
والمقربين على وجه الخصوص.
ولعل افضل وسيلة لاستمرار العلاقات هو التغافل عن بعض
تصرفاتهم حين يصبح من العسير عتابهم لأن كثرة العتاب تنفر
وتشتت الإخوان كما أنها مجلبه للفرقة والهجر.
والتغافل توجيه تربوي وخلق نبوي مارسه صلى الله عليه وسلم مع الكفار والمنافقين
قال الحسن البصري :( مازال التغافل من فعل الكرام)
وهذا الامام أحمد رحمه الله يشيد بهذا الخلق الرفيع بقوله: تسعة اعشار حسن الخلق في التغافل.
والمقصود هنا هو :تكلف الغفلة مع الوعي والإدراك لما يتغافل عنه تكرما وترفعا عن سفاسف الأمور
فبدلا من من تضييع الأوقات الجميلة مع الأصدقاء بالعتاب
وتقليب المواجع ، يحسن إغماض عيون القلب عنها حتى لا
يبقى القلب محملا بالجروح وتنعدم سبل التواصل بينه وبين
أحبابه بسبب كثرة الانتقاد والمحاسبة بشرط ان يدرك الثاني أن
ذلك ليس من باب السذاجة ولا ضعف الشخصية
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
إن في حياتنا مايكتنفها من ضغوط يبرز التغافل سيد الموقف
حيث ينبغي عدم التدقيق فيما حولنا من مضايقات لأن ذلك يزيد
الشعور بالألم في حين أن التغافل يريح الأعصاب ويبعد المنغصات
فالمعلم في فصله لو تتبع سلوك طلابه ومشاغبتهم وحركاتهم الاستفزازيه لعجز عن اكمال شرحه
والزوج لو استقصى هفوات زوجته وابنائه لنال التعب ولتكدرت حياته
وكذلك الزوجه لو دققت في مراقبة خصله في زوجها او سلوك لا يعجبها لعاشت حياة بائسه تعيسة وفقدت السعادة
فالتغافل فن رفيع لا يجيده إلا محترفو السعاده ومتذوقو الراحة
و هو خلق راق عظيم لا يدركه إلا من وهبه الله الصبر والحلم والسمو,,
تحياتي
