كيف يكون الشكر للهِ تعالى
بسم الرحمن الرحيم
إن نعم الله جل جلاله على عباده كثيرة جداً ، وأجل هذه النعم نعمة الهداية إلى الإسلام ـ وأعظم بها من نعمه ـ ودونها نعم جمه ، يقف العبد
الضعيف بعقلة المحدود مشدوهاً أمامها ، ولا يحصيها إلا الله جل جلاله الذي أصبغها ..
ومعلوم أن النعم من الله ، فإذا كان الأمر كذلك ، فإن على العبد أن يحرص على دوام هذه النعمة ، ودوام النعم لا يكون إلا ( بالشكر)
وقد جاء بيانها صريحاً في قوله { لئن شكرتم لازيدنكم}.
فالشكر سر دوام النعم وبقائها ومن ألهِم الشكر لم يحرم الزيادة .ومنزلة الشكر من أعلى المنازل ، أمر الله به ، ونهى عن ضده ،
وأثنى على أهله ، ووصف به خواص خلقه ووعد أهله بأحسن جزائه ،وجعله سبباً للمزيد من فضله.
والشكر في الاصطلاح : ظهور أثر النعم الإلهية على العبد في قلبه إيماناً وفي لسانه حمداً وثناءً وفي جوارحه عبادة وطاعة
فشكر الله تعالى على نعمة يكون من ثلاثة أوجة :
1 ــ الشكر بالقلب : ويكون بالمحبة والأنقياد له بالطاعة .
2ــ الشكر باللسان : ويكون بالأعتراف بنعمة الله .
3ــ الشكر بالجوارح : كعمل اليدين والرجلين والسمع والبصر.
4ــ ومن الشكر الواجب ان لا نستعمل نعم الله تعالى في معصيته
والشكر المندوب ان نقول الشكر والحمد لله عند هجوم النعم او دفع البلاء
وكان سيدنا محمد ـ ــ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه،فقيل له :
تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال :أفلا أكون عبداً شكورا
ولهذا خص النبي ـ ـ محبيه بوصية حقها أن تسطر بماء الذهب ،كما في حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ــ أن النبي ــ ــ
أوصاه بقوله وثبت عنه ـ ــ أنه كان يدعو فيقول : والله يا معاذ إني لأحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول :
(( اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )).
"اللهم اجعلنا شاكرين لك ذاكرين "